إزاي بيتحدد مصيرك؟

المقال ده هو الجزء الثاني من 3 مقالات متكاملة بتتكلم عن “الوصول ل الاتزان النفسي”.
فـ قبل ما تبدأ:  اقرأ الجزء الأول منا هــنــا.
و لو عاوز تقرأ المقالات دي على مرة واحدة: اضغط هــنــا

تخيل معايا الموقفين دول كده:

1- شخص مستلف من واحد صاحبه 10 آلاف جنيه، ومتفق إنه يرجعهمله قبل يوم 20 يناير.

عدى الوقت، وقبل المعاد مكانش عارف يوفر المبلغ. قعد يتصل بصحابه التانيين يحاول ياخد منهم الفلوس عشان يردها لصحابها، بس إما مردوش أو مش معاهم سيولة.

فلما جه لحد يوم 20 بالليل، الخوف كان ماليه من جوة ومكنش عارف يعمل إيه، مكنش قادر يواجه صاحبه اللي مستلف منه الفلوس. فقرر ميتصلش بيه، وميردش عالتليفون، ويختفي لحد ما يشوف صرفة.

من هنا ل هنا، الموضوع طَوِل، والراجل صاحب الفلوس زعل لأنه كان محتاجهم، ومعرفش يوصله، ولا حتى حس بتقدير الموقف منه. فبدأت أوتار علاقتهم تتقطع. و خد قرار مع نفسه إنه حتى لو الفلوس رجعت، مش هرجع علاقتي بصاحبي ده زي زمان.

~

2- شخص تاني مستلف برضه من واحد صاحبه 10 آلاف جنيه، ومتفق إنه يرجعهمله قبل يوم 20 يناير.

عدى الوقت، وقبل المعاد مكانش عارف يوفر المبلغ. قعد يتصل بصحابه التانيين يحاول ياخد منهم الفلوس عشان يردها لصحابها، بس إما مردوش أو مش معاهم سيولة.

فلما جه يوم 19 بالليل، اتصل بصاحبه اللي استلف منه وقاله انا اسف جداً مش عارف أوفر المبلغ وظروفي كذا كذا وقريب جداً هوفرهولك.

ف الراجل مشكوراً تفهم موقف صاحبه. حتى لو كان متضايق شوية، بس مخسرش علاقته بيه. ومشيت الأمور.

~
~

نفس الموقف..
بس إيه الفرق الكبير ده؟ شوفت تطور الأحداث؟ شوفت نتيجة كل موقف؟
طب انت متخيل إن في أول موقف، كل ده بدأ ب خوف داخلي عند شخص ما، بنى عليه تصرفاته، فحصل اللي حصل لحد ما خسر علاقته أصلاً بصاحبه؟

إيه اللي ممكن يكون السبب الرئيسي اللي اتبنت عليه التصرفات دي كلها و فرق في مصير الشخصين كده؟؟

~

العلاقة بين الأفكار والمشاعر

~
▌  المفروض اتحكم في الأفكار ولا المشاعر؟

~
فاكر الحريقة اللي حصلت في المقال اللي فات؟

أيوة، النار و الدخان والجو ده…

قولنا إن:

الحدث المسبب للنار = الموقف اللي بيحصلك
النار = الأفكار اللي بتلعب في دماغك بشكل تلقائي
الدخان = المشاعر اللي بتحسها

~

سؤالي ليك:

في الحرايق، رجالة المطافي بيبقوا رايحين هدفهم “الأساسي” يطفوا النار ولا الدخان؟
.

.

.

يبقى انت المفروض تركز إنك تطفي (تعالج) أفكارك السلبية ولا مشاعرك السلبية؟

~
الحقيقة إنك حتى لو حاربت عشان تمنع مشاعرك بإنك تشتغل عليها مباشرة، مش هينفع. لأن المشاعر كده كده هتحصل غصب عنك. مهياش بتاعتك.

في حين إن معالجة أفكارك حاجة بإيدك، وهي أصلاً معالجة غير مباشرة للمشاعر (لأنها اللي بتغذيها)، وبالتالي لما تُصاب بمشاعر سلبية المفروض تركز جهدك على الأفكار اللي وراها.
سواء عشان تهدئ المشاعر الحالية أو تقلل من شدة حدوثها في المواقف اللي بعد كده -لأنك هتكون اشتغلت عالأفكار اللي مسبباها-. (المصدر)

~
طب ليه؟ مين قال كده؟

ده موضوع يطول شرحه طبياً، بس على السريع، احنا عندنا أجزاء في المخ مسئولة عن نقل المشاعر (متعارف عليها باسم المخ الوجداني). المخ الوجداني ده متصل بوصلات عصبية سريعة بمراكز الإحساس زي البصر والسمع والشم واللمس والألم وغيرها. يعني متصل اتصال مباشر بالجسد والعالم الخارجي.

يعني احنا المشاعر اقرب لجسمنا فـ بنحس بالمشاعر أسرع من إدراكنا إن الأفكار هي السبب. وعشان كده لما بتحس بالخوف، فوراً دقات قلبك بتزيد وبتعرق بسرعة قبل ما تلحق تفكر وتراجع إيه اللي مخليك خايف كده.

و الخاصية دي فينا كبشر مفيدة جداً في حالات الخطر، لما تكون بتعدي الطريق وتلاقي عربية جاية في وشك بسرعة، أو تكون في رحلة سفاري وتشوف أسد جاي بيجري عليك.. ساعتها مفيش وقت تفكر، إلا لو حابب تبقى وليمة العشاء لملك الغابة والعائلة الكريمة.

اللي بيحصل إن جسمنا فوراً بيدفعنا للحركة، و ده اللي بينقذنا في المواقف اللي زي دي!

من كتاب "مهارات الحياة" لـ د أوسم وصفي

~
~
▌  هل تعرف الفرق بينهم فعلاً؟
( المحتوى هنا مأخوذ من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي – انا فقط ضيفت الأمثلة وبسطت الكلام)

~
المشكلة العويصة برضه، إن كتير مننا مش بيفرَقوا بين الأفكار والمشاعر في كلامهم.. 

بص عالكلام الجاي ده كده وجاوب..   هل هو أفكار ولا مشاعر؟ :
” حاسس إنه مبيحبنيش”
” حاسس إني قليل وسط الناس دي”
” حاسس إني فاشل “

.
.
دي كلها أفكار مش مشاعر.
المشاعر بتبقى زي: غضب، حزن، إحباط، دونية، شك، إلخ… (فيه كتير أوي على فكرة، مش 4   5 وخلاص…)

~
طب إيه اللي بيحصل لما نخلط بين الأفكار و المشاعر؟

فيه حالتين:

1- معاملة المشاعر كأنها أفكار

مثال:
انت مريت بموقف معين حسيت فيه بالخوف (شعور طبيعي حقك)، فقعدت تقول لنفسك من جواك “انا خواف” (فكرة مش صح)

المشكلة:
هنا انت بدون وعي عاملت شعور طبيعي لا يعيبك في شئ على إنه فكرة وحكمت على نفسك كشخص. والفكرة السلبية دي عنك انت رافضها لأنها بتعيبك. فـ “بتكتمها جواك” (مما يعني إنك كبت مشاعرك)
كأنك بدل ما نحاول تطفي الدخان، قفلت الشبابيك عشان الدخان ميظهرش برة للناس! فاللي جوة البيت – اللي هو انت يعني – يتخنق.

~
2- معاملة الأفكار كأنها مشاعر:

 مثال:
إن لسان حالك يبقى “حاسس إن كل الناس رفضاني”.

المشكلة: 
هنا انت عندك فكرة بتقول “كل الناس رفضاني”، بس انت اعتبرتها إحساس عندك، وده بيخليك تقبل الفكرة دي حتى لو هي غلط، من منطلق إن هو ده اللي انت حاسه بقى! وإنك مش هتشك في إحساسك وكده.
فتصدق الشعور ده، اللي هو فكرة أصلاً، فلما الفكرة تفضل جواك لأنك صدقتها هتقعد تغذي مشاعر سلبية، والمشاعر دي تظهر في حياتك وتأثر عليك، كأنها بتحرقك!

~

فـ لما تعامل المشاعر إنها أفكار: كأن الدخان (المشاعر) بيخنقك!
ولما تعامل الأفكار إنها مشاعر: كأن النار (الأفكار) بتحرقك!

~

أُمال الصح إيه؟
– إنك تقبل المشاعر وتعبر عنها زي ما هي
– وتفحص الأفكار اللي وراها.

المعتقدات.. أصل الحكاية

ذكرنا في المقال السابق مثال “كريم”، اللي اتقمص لما لقى صحابه بيتكلموا بصوت واطي لوحدهم وأول ما دخل عليهم سكتوا…
واتكلمنا هو ليه اتضايق…

~
بس دلوقتي.. فيه سؤالين:

1- هو ليه كريم فسر الموقف اللي ذكرناه على إنهم بيتكلموا عليه، فاتضايق. في حين إن غيره ممكن يفسره بشكل تاني؟
أو ليه أفكار كريم التلقائية أوحش من أفكار غيره التلقائية؟
~
2- لو هما فعلاً بيتكلموا عليه (بفرض إنهم قالوله كده)، إيه اللي يخلَي ده يغضبه أو يحسسه بالنقص والدونية؟
~
~

هنا نيجي لـ “ليفل الوحش”. المعتقدات. وما أدراك ما المعتقدات!

~
نظريات علم النفس المعرفي بتفترض إن كل انسان عنده معتقدات محورية بتشكل بالنسباله تصور داخلي للطريقة اللي العالم والناس حواليه ماشيين بيها. كأنها الsoftware اللي بنفهم بيه العالم ونفسر الأحداث وبنحكم بيه على نفسنا وعالناس وعلى علاقتنا بربنا، وهكذا…
~

فالشخص اللي عنده معتقد راسخ عن نفسه إنه “قليل”، أفكاره التلقائية هتطلع من المنطلق ده وتعززه، وهيميل لتفسير تصرفات الناس باستمرار على إنها تقليل منه (سواء هو واعي بالمعتقد ده أو لاء، ساعات ممكن يبقى بيقول لنفسه عكسه أصلاً ! لكن يا صاحبي، المشاعر في المواقف بتفضح الحقيقة!)

~

في المثال بتاع كريم، لو حد مكانه عنده معتقد إنه ذو قيمة وإنه مش أقل من غيره كشخص، هيميل تلقائياً -بدون تفكير ومجهود منه- لأي تفسيرات تانية غير إنهم بيتكلموا عنه، مش هيبقى موضوع محل نقاش جوة دماغه أصلاً !

أو حتى لو هو واعي إنهم ممكن كانوا بيتكلموا عنه، مش هتبقى فارقة معاه قد كده، الفكرة دي مش هتسببله إحساس بالدونية والوحدة والرفض زي ما حصل لكريم. he will not give a shit يعني.

عارف ليه؟

لأن الفكرة دي مش ملمِسة مع أي معتقد سلبي عنده تجاه نفسه.

فكرة إن اتنين بيتكلموا عنه في عدم وجوده مش بتعني بالنسباله إنه قليل ولا شئ من هذا القبيل. لإن مفيش أصلاً معتقد موجود بيقول “انا قليل”.
بالعكس بقى، ده فكرة زي كده تُسئ ليهم هما مش ليه، إنهم بيتكلموا عن حد من ورا ظهره و بـ يغتابوه. لكنها لا تعيبه هو في شئ أبداً (وممكن يبقى مستاء منهم على سلوكهم غير الأخلاقي ده، بس مش هيحس بالرفض والدونية ويتقمص).


أوبس!

~
▌ 
طب وهيحصل إيه يعني لو عِشت ومعتقداتي سلبية؟

3 حاجات رئيسية:

1- حالتك المزاجية وعدم استقرارك النفسي العاطفي

زي ما اتفقنا، المعتقدات بتغذيك باستمرار بأفكار تلقائية في كل المواقف اللي بتحصل وانت مش واخد بالك. لما سواق بيكسر عليك في الطريق، لما تلاقي الموقف زحمة، لما تصحى متأخر في يوم شغل، كل الحاجات دي بتأثر في مزاجك. وحقيقةً، معتقداتك تجاه الحياة والناس ونفسك وشغلك وغيرهم، هي السبب.

لو حد قالك كلمة حلوة هتبقى فرحان، بس بعدها بثواني لو حد قالك تعليق وحش هتضايق، بعدها لو حد جبلك هدية هتفرح شوية، ثم فلان اللي كنت مستنيه يتصل متصلش فتزعل. وهكذا…

الكلمة بتجيبك وتوديك، وانت عمال تتقلب بشكل سريع و حاد في اليوم الواحد بل في خلال الدقيقة الواحدة، ومعظم يومك منتش مستقر ولا متزن نفسياً.

ليه؟

لأنك معتمد في إحساسك بالقيمة والسعادة على أحداث خارجية مش بإيدك ولا عمرك هتتحكم فيها (عمرك ما هتقدر تتحكم في ردود أفعال وآراء كل اللي بيتعامل معاك عنك مثلاً).

فـ هتلاقي مواقف كتير بتحصل بتحس معاها بمشاعر سلبية رغم إنها مواقف بسيطة، هتبقى هش نفسياً، وهتتهز من أي موقف ممكن يلمس مع معتقد سلبي عندك.

لا أنسى موقف حصل في فرح: واحدة كانت بتصرخ بصوت عالي جداً – حرفياً – في وش صحابها وأهلها. وكان باين على وشها القمص جداً يعني. وبعد أقل من نص دقيقة كانت بتضحك معاهم وقامت تهيص على أغنية يتعلموا يتعلموا و وشها مش باين عليه أي حزن.
(طبعاً مفيش مشكلة التبدل في المشاعر، بس مش من أقصى الشمال لأقصى اليمين أو العكس في وقت قصير جداً كده. ده معناه إن كنت روحت شمال من الأول على مفيش. تكرار ده بقى في حياتك مشكلة)

~

و ده اسمه Emotional Roller Coaster (ال Roller Coaster هو قطر الموت: عمال طالع نازل بشكل فجائي، معندوش حالة اتزان تقريباً).
واعتقد ده محتاج مقال لوحده.

Roller Coaster
Emotional Roller Coaster

~
2- بتأثر على ردود أفعالك، وبالتالي مستقبلك

تعرف إيه المشكلة التانية غير إنك هتحس بمشاعر سلبية؟

رد فعلك بقى.

مهو انت لما تحس بالمشاعر السلبية دي، فيه احتمال كبير إنك تتصرف بشكل سلبي.
(إلا إذا دخلت الإرادة في المعادلة وقررت تتحكم في تصرفاتك قدر الإمكان – وده اللي ربنا طالبه منك وهيحاسبك عليه. و آه انت مسئول عن كل تصرفاتك –)

وحسب الموقف اللي بتمر بيه، معتقداتك بتنتج تلقائياً أفكار سلبية كتفسير للأحداث ولردود أفعال الناس اللي حواليك. فـ لما يحصلك موقف سلبي، ثم رد فعلك يبقى سلبي، فالمشكلة تزيد أكتر، فمشاعرك تتعب أكتر، وتستمر الحلزونة. يامَا الحلزونة!

~

3- بتقيس بيها نفسك، نجاحك، الناس اللي حواليك، كل حاجة…

تخيل إنك مهندس ديكور قد الدنيا ومعاك مسطرة متر بس طولها الحقيقي 90 سم وانت متعرفش. المهم إنك خدت المسطرة و رُحت الشقة اللي بتصمملها العفش وقعدت تقيس وتعيش حياتك. وبعد ما الزبون جاب أغلى أنواع الأثاث عالمقاسات اللي ادتهاله، لما جه يحطه في الأوضة لقى المقاسات أصغر والأوضة فيها فراغات وشكلها مش منظم.

المهم هو اتصل عليك وقالك تعالى يا بشمهندس شوفلنا الحكاية والرواية…
فانت استغربت جداً !! وقعدت تقوله انك حاسب كل حاجة صح، وانك مش غلطان، والكلام اللي احنا عارفينه ده…
~

هو إيه اللي بيحصل هنا؟

~
طب تخيل إنه جاب مهندس ديكور تاني (بس معاه مسطرة متر صحيح)، وطلب منه يعيد القياسات، هيكتشف إن فعلاً المقاسات مختلفة!
قام الزبون جابكوا انتو الاتنين قدام بعض وقالكم اتصرفوا بقى وشوفولي مين فيكم صح! مليش انا في الشغل ده.
فانت قعدت تحلفله إن المسطرة بتاعتك متر، وإنه يمكن هو اللي استخدم مسطرة 110 سم ولَا حاجة، وإنك عملت القياسات بضمير، و …………..

~
مممممممممممم طب وبعدين؟
~

اللي حصل إنك استخدمت مسطرة غلط في القياس وانت مش عارف، وكل قياساتك بالتالي غلط. رغم إنك مش مقتنع غير باللي في دماغك.
و ده اللي بيحصل مع المعتقدات. انت بتقيس بيها الأحداث اللي بتحصل حواليك وبتبني عليها آراءك، مع إنها ممكن تكون غلط تماماً.

~

طب والحل؟

إنك تبدأ تقتنع إن ممكن مسطرتك تكون غلط. و ده عن طريق فحص المسطرة اللي معاك حالاً. زي إن الزبون يجيب عدد أكبر من المساطر المتر الحقيقية ويقيس بيها ويطلع فعلاً إن المسطرة بتاعتك هي اللي أصغر ب 10 سم. ساعتها ممكن تقتنع.
~

مشكلة معتقداتنا إننا مش بنراجعها، ده احنا بنستخدمها في الحكم على الناس والواقع (بنقيس بيها اللي بيحصل قدامنا). فلو المعتقدات دي مشوهة، منظورنا هيبقى غلط، وكل قياساتنا هتبقى غلط x غلط.
~

من تطبيقات ده في حياتنا :
  • المعتقدات هي أصل معظم مشاكل التواصل بيننا.
    لأن كل واحد بيتكلم من خلفيته ومرجعيته ومش مقتنع إن الطرف التاني له معتقدات مختلفة ومقتنع إنها صح جداً بالنسباله برضه بل إن انت اللي غلط!
    اعتقد لو فهمنا ده وطبقناه، حاجات كتيييير هنرتاح منها، ومشاكل كتير هـنتجنبها.

~

  • المعتقدات مرتبطة بالتوقعات.
    — لو متوقع (معتقد) إنك لازم تشتغل أول ما تتخرج. بعد فترة من التخرج بدون شغل هتبدأ تحس إنك فاشل أو فيك حاجة غلط.
    — لو متوقع إن فترة الجيش دي هتعطلك عن إيجاد وظيفة، ومركز عالفكرة دي دوناً عن غيرها. هتبقى مُحبط أكتر من غيرك اللي بيركز يستفيد منها إزاي.
    — لو متوقعة إن خطيبك لازم يتصل يتطمن عليكي كل يوم. هتتضايقي لو متصلش في مرة.

~

  • المعتقدات بنحكم بيها عالناس.
    ممكن حد ينزل صورة عالفيسبوك أو يعمل تصرف معين، فانت تقول: ده عاوز يلم لايكات، ده بتاع بنات، ده…… . أوقات تفسيرك هيبقى صح، بس أوقات هيبقى غلط. فـ خليك منفتح ومتحكمش وريح نفسك أحسن.

~

  • المعتقدات بنحكم بيها على نفسنا.
    فتبقى عامل إنجازات كويسة جداً، والناس شايفاك ناجح وكويس و بتتمنى اللي عندك.
    بس انت مش حاسس بقيمة اللي وصلتله، مقلل من نفسك ومش مقتنع إنك ناجح، مش قادر تحس بالنعمة، ولسه عاوز تعمل حاجة Wow وتطلَع نار من بوقك وتبقى أجمد واحد في العالم في مجالك وتاخد 583 كورس عشان تفضل تتطور وتلاعب Messi جون مشترك وتكسبه، عشان تقتنع إنك ذو قيمة.

    ~
    وعجبي!

~

باختصار:   المعتقدات السلبية بتحدد حالتنا الشعورية والمزاجية، بتدمر علاقاتنا بالناس وبمستقبلنا اللي بنحكم عليه بالفشل قبل ما ييجي، و بتشوه رؤيتنا للواقع. معتقداتك بتحدد مصيرك!

* ( المثال في بداية الفقرة مأخوذ من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي )

~

▌ طب انت عاوز إيه دلوقتي؟

~
خليك واعي بالكلام اللي قولناه ده. واعرف إن غالباً مشاعرك اللحظية في الموقف مبتعبرش عن الواقع فعلاً، وإنها ممكن جداً تكون غلط لأن معتقداتك غلط، فمتعتمدش عليها، ومتلقيش أحكام على غيرك، واتصرف بغض النظر عن هواك ومشاعرك اللحظية.

ببساطة يعني:
~

~

  • قول الكلام اللي عارف إنك المفروض تقوله حتى لو حاسس بالخوف على شكلك قدام الناس…
    ~
  • اعتذر لو غلطت في حق حد حتى لو حاسس بالإحراج…
    ~
  • انجز المكالمة اللي مأجلها من فترة وعارف إنك المفروض تعملها حتى لو حاسس بالخوف من المواجهة…
    ~
  • احسن التعامل مع شخص اتقالك إنه قال عليك كلام وحش حتى لو اتضايقت – لأنك متعرفش حقيقة الكلام ده فعلاً -…
    ~
  • وهكذا بقى…

~
~

سمعت عن مسرحية “هاملتون” الأمريكية؟

مش مهم.

المهم تعرف إن المسرحية دي اتعرضت في 2015. وفي سنة 2016 المؤلف بتاعها كسب 11 جائزة عالمية. سعر تذكرة حضور المسرحية لشخص واحد وصل لـ”1000 دولار”.

لاء استنى ثواني هنا. انت هتكمل قراية كده عادي!!
1000 دولار. يعني بسعر دلوقتي أكتر من 16 ألف جنيه للشخص الواحد 😯

لين مانويل ميراندا“، هو مؤلف المسرحية دي. الراجل ده قعد يكتب في المسرحية 6 سنين. بس مش دي الفكرة.

الفكرة إنه نزل بوست قبل كده قال فيه إنه كان طول الوقت بيصارع مشاعر الشك جواه إنه هيكتب حاجة حلوة تعجب الناس، أوقات كتير كان بيقف ويبطل كتابة، ويرجع يجاهد نفسه ويكتب، ويقف، وهكذا…

في البوست ذكر حوار دار بينه وبين مراته عن المشكلة دي، وختم النقاش بجملة مراته قالتهاله: “كلنا بنعاني من المشاعر دي طول الوقت”.

كلامها ده لَمِس معاه أوي وخلاه يستوعب فعلاً إن دي مش مشكلة شخصية أو عيب فيه، دي مشكلة عامة، والتغلب عليها محتاج إنك تتصرف رغم مشاعرك دي.

وقد كان. وفضل يكتب فيها، وعمل المسرحية اللي بقى تمن تذكرتها 1000 دولار.

بس يا سيدي.

~
هو ده اللي بيحققلك نتائج مُبهرة وعميقة في حياتك، وبيعزز من تقديرك لنفسك، وبيخلي علاقتك بغيرك حقيقية.

هو ده النضج في الحياة: إنك تبقى عارف الصح وتعمله لأنه هو الصح بغض النظر عن مشاعرك الداخلية لحظتها. (و ده موضوع كبيـر محتاج كلام لوحده بإذن الله).

~

بس كده المشاعر لزمتها إيه بقى؟؟

في مقال الوعي اتكلمنا عن دور المشاعر الرئيسي في حياتنا. لو تحب تبص عليه.
وإن شاء الله هحكي أكتر عن كل اللي اعرفه بخصوص المشاعر في مقال بعدين.

~
~
~

يا ترى، هل معتقداتك بتساعدك في حياتك؟ ولا معطلاك وعايش في دايرة من الأفكار والمشاعر السلبية؟

شاركنا في التعليقات…

في المقال الجاي هنتكلم في:

  • إزاي المعتقدات بتتكوَن
  • إيه موضوع الأفكار التلقائية اللي شغالة في دماغنا طول اليوم دي
  • إزاي تراجع أفكارك ومعتقداتك وتصلحهم، وتصلح الليلة دي كلها !! (تمارين في غاية الأهمية)

من خلال الأيقونات الموجودة تحت في نهاية المقال (شبه اللي في الصورة)،
تقدر تعمل الآتي:
الأيقونة الخضراء:
تطبع المقال مباشرةً
الأيقونة الحمراء: تحمل المقال pdf مباشرةً
الأيقونة السوداء: تاخد لينك مصغر للمقال كوبي
الأيقونة الصفراء: تحفظ المقال في الBookmarks 

بإمكانك التعليق على المقال في خانة التعليقات في آخر الصفحة (استني ثواني والخانة هتظهر)

ملخص المقال

# العلاقة بين الأفكار والمشاعر

المفروض اتحكم في الأفكار ولا المشاعر؟

  • المشاعر أقرب لجسمنا، فـ بنحسها قبل ما ندرك الأفكار اللي مسبباها
  • متقدرش تتحكم في مشاعرك مباشرةً، مش بتاعتك. لكن تقدر تتحكم في أفكارك وبالتبعية سلوكك ومشاعرك هيتغيروا معاها.

    هل تعرف الفرق بينهم فعلاً؟

  • محتاجين نعامل المشاعر كمشاعر، والأفكار كأفكار، ونفصل بينهم. لأن فيه فرق بينهم. عشان ولا نتخنق ولا نتحرق.
    ~
    ~
# المعتقدات.. أصل الحكاية
  • الأفكار التلقائية وتفسيرنا للمواقف اللي بتحصل، بيكونوا متوافقين ونابعين من معتقداتنا.
    ~
  • لو عِشت ومعتقداتك سلبية:
    1* هتأثر بالسلب على حالتك المزاجية واستقرارك النفسي العاطفي
    2* هتأثر على ردود أفعالك، وبالتالي مستقبلك
    3* هتقيس بيها نفسك، نجاحك، الناس حواليك، كل حاجة. و قياساتك هتبقى غلط. و ده له تطبيقات في حياتك.
    إن المعتقدات:
    – هي أصل معظم مشاكل التواصل بيننا
    – مرتبطة بتوقعاتك.
    – بنحكم بيها عالناس.
    – بنحكم بيها على نفسنا.
    ~
  • أوقات كتير مشاعرك اللحظية مش هتكون بتعبر عن الموقف الفعلي اللي حصل. فمتعتمدش عليها في التفسير أو إلقاء الأحكام ولا تتصرف بناءً عليها لوحدها. اعمل الصح بغض النظر عن مشاعرك وقتها (قدر الإمكان). هو ده النضج.