انا مين؟

ملحوظة

القائمة اللي قدامك فيها جزئين.
أول جزء (إزاي حياتي قامت بعد الانهيار): هو نفس القصة المذكورة في صفحة الفيس. بإمكانك تجاوزها لو حابب. (ممكن تخفي الكلام بالضغط عالأيقونة اللي جنب عنوان الجزء ده)
تاني جزء (عامل المدونة دي ليه بقى؟): جديد وصغير، ويهمني تقراه.

عاوز أقولَك على حاجة، انا محمود، عندي 26 سنة. عشت 24 منهم كان “يبدو” عليا النجاح في دراستي وشغلي وحياتي الاجتماعية والتطوعية والدينية والمادية وممارستي لـ هواياتي…

كنت من أوائل الدفعة واتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، كنت نائب رئيس اتحاد الطلاب في كليتي، أسست مع زمايلي كذا نشاط طلابي، مسكت مناصب كبيرة في مؤسسة تنموية على مستوى محافظة والجمهورية، نشرت كتاب وانا لسه في الكلية، بدأت برنامج تدريبي عن الوعي بالذات، أحياناً كنت بتكلم في إيفينتات، شبكة علاقاتي واسعة، جربت شغلانات كتير جداً أونلاين وأوفلاين واتعلمت حاجات كتير، اتدربت واشتغلت في كذا شركة منهم شركة مالتيناشونال Multinational (متعددة الجنسيات) موجود فيها حالياً من أكبر شركات العالم في مجالها.

طب ما تمام أهو؟ لاء مش تمام.

انا مكنتش حقيقي بما فيه الكفاية، مكنتش نفسي، مكنتش مرتاح ولا مستقر من جوة…

  • اتعرضت لإساءات نفسية وأحياناً بدنية في طفولتي سواء من ناس قريبين جداً مني أو زمايلي.
  • مكنتش بحب نفسي بجد ولا مصاحبها
  • معتقداتي وصورتي قدام نفسي كانت في الضياع وكانت عندي نظرة دونية للذات وانا معرفش!
  • مكنتش بسامح نفسي على أخطائي!! وعايش في دوامة إحساس الذنب المُهلكة.
  • كنت باني حياتي على حاجات خارجية
  • مكنتش بعرف أعبر عن مشاعري صح
  • مكنتش متحمل مسئولية مشاعري، أوقات كنت بحمل غيري ذنب مشاعري السلبية، وإنه المفروض هو اللي يحسسني بمشاعر حلوة.
  • كانت عندي اعتمادية نفسية زيادة على غيري
  • كنت بهتم برأي الناس فيا أكتر من اهتمامي برأيي في نفسي.
  • كنت أحياناً بحاول أرضي الناس على حسابي، وكان صعب عليا أقول لاء لحد
  • كان صعب أقول على حاجة “مش عارف”، منا كده هبان مش جامد وموسوعة!
  • دخلت علاقات خطوبة وصداقة ومنجحتش فيها، واتعرضت للرفض في أوقات صعبة جداً عليا.
  • علاقتي بأقرب الناس اللي عايشين معايا في حياتي مكانتش زي علاقتي بغيرهم
  • علطول كنت بحاول أبقى مثالي وكنت عايش بمبدأ إني مغلطش
  • نادراً ما كنت اعترف بغلطي -مش عناد، كنت ببقا فاكر نفسي صح-
  • كنت أقل تسامحاً مع أخطاء وعيوب الغير وأقل صبراً عليهم
  • كنت أوقات كتير بحكم على الناس ومش بتقبلهم، ومعظم علاقاتي كانت مشروطة (وهذا أمر لو تعلمون وحش أوي)
  • معظم الوقت كنت قلقان ودماغي علطول شغالة إرادياً ولا إرادياً وبفكر في المستقبل، ونادراً ما استمتعت باللي بيحصل في اللحظة الحالية بكل كياني (overthinker يعني)
  • كنت بهتم بتطوير نفسي علطول (آه هي مشكلة لو مكنش ده وسيلة لشئ صحي، آه مشكلة إنك تدمن تطوير النفس عشان تحس بالرضا عن نفسك أو تثبت نفسك قدام المجتمع -بدون وعي منك-)
  • وبالتالي كنت بكره (ودي كلمة قليلة أوي على شعوري وقتها) إحساس الفراغ ولو دقايق بسيطة وإني أكون قاعد مبعملش حاجة مثلاً
  • كنت متسربع جداً وبغير جداً جداً من أي ناجح في مجالات قريبة مني
  • معظم الحاجات اللي في حياتي كنت واخدها مُسلَم بيها، سواء الحاجات المولود بيها زي صحتي وأهلي أو الحاجات اللي كنت بحلم بيها وحصلت عليها وانا كبير (وفقدتها بعد كده)
  • في مراهقتي كنت بدَعي -دون وعي- الرضا بالله ولكني كنت ساخط تماماً
  • في مراهقتي كنت فاكر إني مؤمن بالله بجد ولكني مكنتش اعرف مين هو ربنا فعلاً
  • لوقت كبير كنت بعتمد على سعيي وعملي أكتر من اعتمادي على توكلي على الله
  • في مراهقتي كنت بتأثر بالكورة والأمور الخارجة عني بشكل زيادة وكانت هي اللي 

بتتحكم في مشاعري ونفسيتي!

المشكلة الرئيسية إن كتير من الحاجات دي مكنتش أعرف إنها عندي وقتها. حتى لو حد نبهني لحاجة مثلاً مكنتش بتصور إني كده فعلاً وكنت بعدِيها.
واعتقد إن معظم الحاجات دي يجمعها شعور -لو كان رجلاً لقتلته!- وهو الخوف (غير الصحي طبعاً): الخوف من شكلي قدام الناس / الخوف من الفشل / الخوف من الرفض.

من الآخر وببساطة: انا كنت عايش بـ “قناع” وانا مش واخد بالي -أو واخد بالي ساعات-

 

لــــكـــــــن…


آخر سنتين، تقريباً معظم حياتي
اتغيرت لما أدركت الكلام ده.

حصلتلي حاجات تفوق في شدتها وعمقها اللي حصل في ال24 سنة اللي قبلهم كلهم.

مريت بخبرات قاسية وصعبة جداً جداً عليا واتصدمت..
اتصدمت في نفسي وفي معتقداتي وخيالاتي اللي كنت راسمها وفي ناس قريبين حواليا.
فقدت أعز ما كنت أملك وقتها، الأساس اللي كنت باني حياتي عليه اتهد!! وفقدت احساسي بمعنى حياتي ورغبتي في الحياة. فقدت هويتي تقريباً (وما أصعب ذلك…….)

مريت بتجارب صعبة أثرت بالسلب وقتها على نفسيتي ومشاعري وتفكيري وشغلي، ثقتي في نفسي اتهزت جداً، وفي نفس الوقت كنت بمر بظروف صحية لفترة طويلة وبعضها لسه مستمر.
عملت حاجات عمري ما كنت اتخيل إني اعملها (إيجاباً وسلباً). وحصلتلي حاجات عمري ما كنت اتخيل إنها تحصلي. وعانيت جداًاًاًاًاًاً لفترة طويـــــلة من مشاعر سلبية طاحنة ومجهولة (حتى انا مسميها شعور X) -بعضها مستمر لحد حالا بيروح وييجي-.

لكن فقداني لمعنى حياتي وخططي اللي اتهدت، حطوني قدام خيار من اتنين:
إما  أعيد بناء حياتي لكن على أساس داخلي (قاعدة) قوي
أو   أقضي معظم حياتي زعلان عالماضي وقلقان من المستقبل ومش مستقر نفسياً


بفضل الله حاولت أعافر في الاختيار الأولاني..

انعزلت لفترة طويلة، وخضت رحلة (مستمرة وهتفضل مستمرة) من الإصلاح الداخلي.
وظهرت النتائج بشكل مكنتش اتخيله!!

  • جزء كبير من معتقداتي تجاه نفسي اتصلح، وده عمل فرق رهيب ملموس
  • وبدأت أصاحب نفسي وأحبها فعلاً وعملتلها حاجات مكنتش أتخيلها (زي إني أسافر معاها لأماكن طول عمري بحلم بيها واتخيلها بس!)
  • اهتمامي برأي الناس فيا قل مقارنةً باهتمامي برأيي في نفسي (نقطة تقييم داخلية)
  • بقيت أكثر وعياً بأفكاري ومشاعري (وهذا أمر لو تعلمون عظيم)
  • بدأت اتحمل مسئولية مشاعري ونفسيتي
  • بقيت أكثر تسامحاً مع أخطائي (بس لسه محتاج شغل أكتر، وفيه حاجات بعاني مع نفسي فيها وتاعباني)
  • بدأت أقلل من اعتماديتي وتعلقي وبقيت أكثر استقلالاً نفسياً
  • بدأت أمارس الحرية الانفعالية (حرية التعبير عن المشاعر بشكل صحي)
  • اتحولت من شخص حساس جداً الكلمة توديه وتجيبه لشخص متزن -نوعاً ما- في استقباله لكلام وآراء الآخرين وللأمور الخارجية عموماً
  • لأول مرة في حياتي بقيت باسمع لنصائح غيري ليا مهما كانت حتى لو معترض عليها وبتقبلها بهدوء وبدون مقاطعة وبحاول أشوف ممكن استفيد منها إيه فعلاً. وسمعت التعليق ده من اكتر من حد حواليا.
  • بقيت أكثر تقبلاً لكوني ابن آدم (بغلط يعني، هو انا مين عشان مغلطش!!!).
    وبقى سهل جداً اعترف بغلطي بدون تعب داخلي
  • مبقتش أسلم نفسي لأفكاري بدون ما اتساءل عن احتمالية خطأها، وبعيش بالاحتمالية دي بدون تعنت قدر الإمكان، وبقيت أكثر تقبلاً إنها ممكن تبقى غلط عادي
  • إحساسي بالغيرة الشديدة والمقارنة مع الغير قل بشكل كبير الحمد لله
  • تخليت في بعض الوقت عن القلق والتفكير الزيادة اللي ملوش لزمة!! (ده إنجاز)
  • جربت أعيش اللحظة الحاضرة لأول مرة في حياتي تقريباً واستمتع بيها (دي متعة بجد) -بس لسه مبقاش نمط حياتي- 
  • وجربت ولازلت بحاول اتصالح مع أوقات الفراغ وإني مبقاش في سباق مع المستقبل اللي لسه مجاش أصلا فـ افقد إحساسي بالحاضر
  • بقيت أقل حكماً عال.. ، لاء، معنتش بحكم على حد تقريباً، ماللي شوفته في نفسي!
  • بقيت أكثر تقبلاً لغيري ولعيوبهم
  • وجربت ولأول مرة تقريباً عطاء غير مشروط في العلاقات
  • في مرحلة من حياتي عشت تجربة إيمانية غير مسبوقة ليا ولكتير من الناس، أدركت فيها حقيقة وجود ربنا (بس خد بالك الإيمان يزيد وينقص)

وحاجات تانية يطول ذكرها تشمل معظم النقط السلبية اللي فوق الحمد لله…

خلال السنتين دول روحت لأخصائيين نفسيين، قريت كتب، حضرت دورات تخص النضج والتعافي النفسي.

أنهيت سنة من الدراسة المتخصصة للإرشاد النفسي في 2019.
وحالياً بدرس بتعمق أكتر مدرستي:
– العلاج المعرفي السلوكي (علاج المعتقدات والأفكار وعلاقتهم بالمشاعر والنفسية)
– والعلاج بالمعنى (فكرة وجود معنى في حياتك يحركك لقدام).

والحمد لله معدل القراءة بتاعي زاد، وتوسعت في مجالات أكتر في البحث، زي الفلسفة والطب والدين والتربية وغيرهم. بجانب اختياري لأفضل الكتب فقط (best sellers) لقراءتها.



# تنبيه:

طبعاً الكلام ده كله كان بدرجات متفاوتة. إوعااااك تفتكر إني كنت في المستوى 0 وبعدين اتحولت للمستوى 100 !!

لاء، ابسلوتلي!

– السلبيات اللي في الأول بعضها كان مستمر وبعضها مؤقت، وبتختلف الشدة من وقت للتاني.

– والتحول الإيجابي كان تدريجي، ومش كل النقط اتحسنت بنفس الدرجة، قليل منها بعافر معاه لسه، حاجات كتير بعاني منها بس بنسبة أقل وساعات أقل بكتير، وآه فيه بعض الحاجات -بس مش كتير- اللي اختفت تماماً. لكني في كل الأحوال أكثر وعياً، أكثر قدرة على التحكم في نفسي.
وده اللي ضروري نعرفه، هتفضل فينا عيوب. انا لسه فيا عيوب، وفيا مميزات. ولما تقرالي أو تتعامل معايا هتلاقيني بالحالتين في بعض. بس كده.


أقولك..

أولاً:

باستمرار بمر بتجارب، وبقرأ وابحث في حاجات تخص الإنسان بجوانبه المختلفة، فحابب أشاركك أفكار من جوة أوي. و ده اللي أوعدك بيه: إني هكون صادق معاك.

  • نفسي تقلع القناع وتعيش حياتك بجد، براك يبقى زي جواك (اتساق داخلي)، حياة حقيقية ناضجة ومتزنة نفسياً أكتر شوية عن دلوقتي (مفيش حاجة اسمها اتزان 100%، هي كلها محاولات مش أكتر، ولو فضلت تسعى للاتزان الكامل وإنك تبقى ناضج تماماً، مش هتحس بالراحة ولا السلام برضه وتبقى بتكرر نفس المشكلة –وده اللي بعاني منه حالياً وبحاول اتعامل معاه-)
  • نفسي تبقى صريح مع نفسك أكتر وتصحح مفاهيمك عن ربنا وعن نفسك وعن العالم، ويزيد وعيك بأفكارك ومشاعرك، وتحاول باستمرار تعرف دوافعك الحقيقية وتتحرك من خلال سؤال “ليه بعمل اللي بعمله؟”
  • خلال ال3 سنين اللي فاتوا خدت قرارات كبيرة صعبة بعضها مصيري، وكنت كل مرة بحاول آخد القرار اللي يكون متسق معايا ومع قيمي بعيداً عن ضغوط كتير خارجية وداخلية.
    وعاوز أساعدك انت كمان تاخد قرارات متوافقة معاك أكتر.

اعتقد ساعتها تقدر تعيش حياة أحسن. وده أمر عظيم ومُشبع ليا جداً جداً، ده الأثر اللي عاوز أسيبه. هي دي رسالتي بإذن الله.

 

ثانياً:

لما كنت ١٤ سنة صممت موقع ومدونة رياضيين واشتغلت عليهم فترة وكنت بعشق الموضوع ده، ونفسي أكرر ده في حاجة مفيدة تسيب أثر في حياة البعض، ولو قليل.

 

ثالثاً:

بصراحة بحب اكتب من زمان (بكتب قصص من وانا عندي 10 سنين وعاملِهم أجندة) وعملت كتاب صغير عن تحقيق الذات وإيجاد معنى الحياة اسمه “آخرها إيه” واللي جزء كبير منه مُستلهم من الكتاب العظيم لـ دكتور فيكتور فرانكل “الإنسان والبحث عن المعنى”، نشرته على نطاق ضيق في 2015 وحقق نجاح مُرضي ليا الحمد لله.


عارف إن ممكن تكون عندك تعليقات كتير.. ستيكرز الحيوانات، كلمة زمالك، المسلية الجميلة، صورة الطفولة البريئة، وال 4 محمود جمال 😀 ما علينا.
وإيه اللي جاب كتابي ايطاليا؟! لا ده كان واحد صاحبي مسافر هناك عادي.

لكني قصرت مع الكتابة جامد بصراحة وزمانها زعلانة.
جوايا صوت عمال ينده عليا بقاله سنيييين إني استمر في الكتابة وأحافظ على العادة دي.

. . .

اسمعني…
انا مش عاوزك تعيش حياتك بترتاح لحظات من وقت للتاني في حين إن حقيقة حياتك مقلوبة، ولا عاوزك تعيش لحظات سعادة وهمية وخلاص.
انا عاوز الطبيعي بتاعك إنك تبقى متصالح مع نفسك، وتعرف تتعامل مع مشاكلك، ولحظات سعادتك تبقى حقيقية.

ومؤمن إن السبيل لـ ده هو إن أفكارك تبقى متسقة مع أقوالك وأفعالك. تبقى عايش حياة واحدة. لكنها حياة بجد.

انت متخيل؟

بس مهم نتفق إني مش عالم ولا خبير، انا واحد بحاول استفيد من التجارب والخبرات والقراءات واطلع بأفكار منها، وهحاول أوصلها هنا، وبدعم كلامي بالعلم حسب خبرتي.
أكيد جزء من كلامي مش هيبقى صح، وبعض الأفكار ممكن يحصلها تعديل عندي بمرور الوقت. فخد كلامي وفكر فيه، لأنه مش قرآن ولكنه برضه مش مكتوب هباءً. تمام؟

يالَا،
هستناك هنا من وقت للتاني…
ابقى تعالى