إزاي تصحح أفكارك ومعتقداتك السلبية وتحول حياتك؟

المقال ده هو الجزء الثالث والأخير من 3 مقالات متكاملة بتتكلم عن “الوصول ل الاتزان النفسي”.
فـ قبل ما تبدأ:  اقرأ الجزء الأول منا هــنــا. والجزء التاني من هــنــا.
و لو عاوز تقرأ المقالات دي على مرة واحدة: اضغط هــنــا

إزاي المعتقدات بتتكوِن؟

~
لو واحدة تعرضت لخبرات سيئة في طفولتها خلتها توصل لقناعة إن مينفعش تثق في الرجالة وإنهم كلهم مبيدوروش غير عالجنس.

ثم البنت دي لما تكبر تقابل راجل أعجب بيها فعلاً ومكانتش نظرته ليها جنسية أبداً.

فـ بدل ما تراجع المعتقد اللي عندها، هتتمسك بيه، وهتفترض إنه ممكن يكون بس مستني الفرصة المناسبة وهيظهر على حقيقته، أو إنها بس مش جذابة جنسياً ليه وهو عاوز يرتبط بيها لسبب خفي، أو أي حاجة، غير إنه يبقى راجل عاوز يكوِن معاها علاقة سوية بدون ما يكون الجنس هو الدافع الأساسي بالنسباله!

ده مش بس كده، ده ممكن على حسب شخصيتها وأخلاقها تحاول تقرب منه وتغريه بدون وعي حقيقي منها – أو بوعي – عشان تخليه يشتهيها جنسياً، وبكده تبقى اتأكدت من النظرية المحفورة جواها أكتر (مش قولتلكم!).

* ( المثال من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي )

~

معتقداتك اتكونت خلال الماضي بتاعك كله (من أول ولادتك لحد اللحظة اللي بتقرأ فيها الكلمة دي)..

  • كلامك مع نفسك باستمرار (الحديث الداخلي)
  • المواقف اللي مريت بيها وموقفتش عندها تراجعها وتتعلم منها
  • المعايير المثالية القاسية اللي اتعودت تتقاس بيها ثم قِست بيها نفسك.
  • الأفكار اللي استقبلتها طول حياتك تجاه ربنا والدين والحجاب والحياة والناس و…..
  • التوقعات العالية الغلط اللي اتطلبت دايماً منك
  • الخوف والحذر الزيادة اللي عشت فيه
  • الإساءات النفسية والجنسية والبدنية اللي اتعرضتلها
  • الصحاب اللي حاوطت نفسك بيهم وكانوا بيكرروا نفس النوعية من الأفكار والكلام
  • كلمات الأغاني اللي بتسمعها “باستمرار” وبتعيِشك في حالة معينة والله أعلم هي بتروِج لأفكار صحية ولا مريضة (90% هي مريضة. ربنا يسهل واتكلم عنها بعدين)
  • المسلسلات والأفلام والميديا عموماً اللي وصلتلك إن الخير دايماً ينتصر بعد ساعة ونص، أو إن الاتنين المعجبين ببعض – بيسموا نفسهم بيحبوا – لازم يتجوزوا في الآخر وكله يبقى فرحان وإن دي النهاية (مع إنها البداية) وبيحطولك معايير كارثية أصلاً، شكل فتاة وفارس الأحلام في خيالك اللي هيجبلِك شيكولاتة كتير في خطوبتكم ويقعد ينزل صوركم ستوري عالواتس ويقولك صباح الخير يا حبيبتي كل يوم…
  • الإعلانات والانستجرام والسوشيال ميديا اللي بيظهرولك لقطات بس من حياة الناس، بيظهرولك الextremes بس، وبيحسسوك إن فايتك كتير، وإن الناس عايشة منشكحة، و إن فلان خد شهادة من جامعة Samborgshire البريطانية وهي أصلاً كورس أونلاين مدته ساعتين (آه، ومفيش جامعة اسمها Samborgshire)، أو إنك يا سلام لو تعيش في كومباوند وسط الخضرة والمساحات الشاسعة، فانت تكره حياتك أكتر وانت مش واخد بالك.
  • إلخ…

~
ده كله بيعزز معتقداتك باستمرار…

~
▌ 
طب اعمل إيه في الماضي الأليم!! مهو اللي عاملي مشاكل دلوقتي

هو انا نسيت اقولك؟! يقطعني.

إنه رغم الكلام ده كله:  الماضي مش هو سبب مشاكلك!

الماضي هو سبب معتقداتك، ومعتقداتك دي هي سبب مشاكلك.

لا يا راجل، انت كده فقيق يعني؟ وهي فرقت إيه؟!

لاء تفرق كتير أوي:

  • لو حاطط في دماغك إن الماضي هو سبب مشاكلك، فـ الماضي ده من اسمه، هو “ماضي” وحقائق حدثت وانتهت ومينفعش تتغير. فهتفضل حاسس إنك ضحية لحاجات حصلت وأثرت فيك وخلاص.
    ~
  • لكن لو مُدرك ومستحضر إن سبب مشاكلك حالاً هي المعتقدات اللي اتكونت بسبب “الماضي اللي انتهى ده”، هنا انت عندك الفرصة تتحكم في المعتقدات دي وتقدر تغيَرها. لأنك عارف إن   المعتقدات مش ماضي، المعتقدات حاضر.

~
وصلت؟

~
المفروض نراجع معتقداتنا اول بأول كل ما تحصلنا خبرات جديدة. بس للأسف كتير مننا بطئ في الحكاية دي.

~
وهنا بقى عاوزك تسمعني كويس…

عشان عندي ليك خبرين، واحد حلو و واحد وحش:

الخبر الوحش إن لو معتقدات فضلت سلبية، هتتعب جداً في حياتك، وهتتهز في مواقف كتير، وهتغرق في مشاعر سلبية لما تمر بأي صعوبة في حياتك. والكلام اللي قولناه فوق، وليلة كبيرة أوي سعادتك!
~
الخبر الحلو  إنك ممكن تغير المعتقدات دي…

باليرمو 😀

بس الأول، خليني اكلمك في موضوع…

الأفكار التلقائية، إيه هي؟ إيه سماتها؟

~
زمان وانت صغير في المدرسة في مادة التاريخ لما درست حركة التجارة، كان فيه طريق اسمه رأس الرجاء الصالح. الطريق ده الأجانب استخدموه عشان يوصلوا للهند بدون ما يعدَوا على الدول المسلمة في افريقيا وآسيا، عشان يضعفوهم.
~

واحنا المخ بتاعنا بينتج حوالي “48.6” فكرة في الدقيقة. يعني 70 ألف فكرة في اليوم! (فيه أبحاث بتقول أقل أو أكتر من كده، لكن دايماً الرقم كبير) (المصدر)

ده معناه إن تقريباً كل ثانية فيه فكرة بتيجي في دماغك. طبعاً مفيش كائن بشري عنده القدرة يتابع كل الأفكار دي ويحللها ويتأكد هل هي صح ولا لاء !

~
خد عندك دي كمان، حوالي 80% من الأفكار دي سلبية – عند أغلب الناس -. وغالباً بتكون أفكار متكررة (عارف لما تبقى أغنية معلقَة معاك؟). وطبعاً هي بتأثر على مشاعرنا تلقائياً وعلى مزاجنا العام، واحنا ما شاء الله ماشيين وراها بدون مراجعة… (
المصدر)

فـ لما مزاجك يتعكر تاني متستغربش أوي كده، تمام؟

~

الأفكار بالعدد المهول ده بتُسمى: “الأفكار التلقائية – Automatic Thoughts”. وهي عكس الأفكار المتعمدة – Intentional Thoughts اللي بنفكر فيها بـوعي وتركيز عشان ناخد قرار معين. بس أغلب اليوم يعني، الأفكار في دماغنا بتكون تلقائية.

الأفكار دي بتشتغل في خلفية دماغك طول الوقت حتى لو انت بتعمل حاجة تانية زي إنك بتسوق أو بتكتب أو غيره. و زي ما قولت في كلامي عن أهمية الوعي، ده مفيد أحياناً في السلوكيات المتكررة اللي مش هنقعد نبذل فيها مجهود كل مرة، زي الطريق اللي بنمشي فيه كل يوم.

لكن المشكلة امتى؟ إننا منراجعهاش، وإنها تتحكم فينا.

~

فاكر “النار” اللي اتكلمنا عنها؟ 

قولنا إن الأفكار التلقائية دي هي النار اللي بتسبب الدخان (المشاعر).

وقولنا إنها مبتجيش من الهواء كده، هي بتيجي متوافقة مع أصلها اللي هو “المعتقدات”. المعتقدات هي اللي بتضَخ أفكار تلقائية لما يحصل موقف يثيرها، والأفكار التلقائية دي مباشرةً بيصاحبها مشاعر متوافقة معاها.

~
الجديد بقى إنه الفكرة التلقائية السلبية بتكون واخدة شكل نمط أو أكتر من أنماط تفكير غلط بيُطلق عليها “التشوهات المعرفية”.
و دي تقدر تطَلع عليها من
هـــنـــــــا.
~

باختصار، الأفكار التلقائية دي:

  1. عددها كبير جداً جداً
  2. معظمها سلبية عند أغلب الناس
  3. معظمها متكرر
  4. من اسمها، تلقائية، يعني بتحصل في خلفية دماغك بدون تفكير متعمد
  5. غير منطقية، ومش بنراجعها، ورغم كده بنقبلها

~

عاوز احكيلك حكاية بسيطة توضحلك خطورة الأفكار التلقائية دي وقد إيه هي مركبة:

تخيل شخص حاسس بالملل، جتله فكرة إن الحل للملل ده هو إنه يروح علطول للتلاجة ويأكل، رغم إنه مش جعان خد بالك. فالباشا يروح وياكل. هوب تنط فكرة تلقائية جديدة إنه كده بوَظ الريجيم اللي كان عامله، ومش فارقة بقى ممكن يزود في الأكل شوية، ما كده كده باظت! فحضرته يعمل إيه؟ يزود في الأكل…

هوب يلاقي دماغه بتقوله فكرة جديدة: انت بوظت كل حاجة! انت ضعيف ومعندكش إرادة.

فيحس بضعف الهمة ويستحقر نفسه ويكتئب شوية.

~
الموضوع ده بيتكرر في حياتك باختلاف شكله. كل ده بيحصل بدون ما تقف مع نفسك فعلاً وتعقل الموضوع.

زميلنا موقفش مع نفسه وفكَر:
— هو الأكل فعلاً هو اللي هيعوضني عن الملل؟
— هو “الساندوتش” اللي كلته هو اللي هيبوظ الريجيم خلاص فعلاً؟
— هو انا لو كلت وزودت شوية المرادي من غير ما اكون جعان، ابقى “انسان حقير” كده علطول؟

~
التحكم في الأفكار التلقائية عملية بسيطة، لكن مش سهلة أبداً.

تغييرك للأفكار دي عامل زي تغيير “حتة منك” انت اتعودت عليها ومتعرفش غيرها.

فاكتشاف ده صعب، والتخلي عنها أصعب، كأنك بتموِت حتة منك كل يوم. لكنه ممكن جداً جداً بالتدريب والاستمرارية، التدريب والاستمرارية، التدريب والاستمرارية. أقول كمان؟

بعد أكتر من 530 سنة من اكتشاف رأس الرجاء الصالح و استخدامه كطريق “غير مباشر” للوصول للهند. احنا كمان هنستخدم طريق غير مباشر لتصحيح المعتقدات.

إزاي؟

عن طريق شغلنا على الأفكار التلقائية وأنماط التفكير المُشوهة.

وعلى فكرة، انت مش شرط تتخلص من الأنماط دي تماماً. طبيعي إن بعضها يفضل يغذيك بأفكار سلبية. بس دلوقتي انت واعي بالموضوع وهتبقى أحسن في التعامل معاها لو ذكَرت نفسك بالكلام ده باستمرار وطبقته ومارست التمرين اللي هقولك عليه.
~
فـ متخليش خيالك يسرح، ولا تخلي هدفك إنك تتخلص تماماً وإلى الأبد من الأنماط دي!

تمارين تصحيح المعتقدات

~
▌ 
تمرين 1: جرد المعتقدات

هنا هتاخدلك لفة على معظم جوانب حياتك، تراجع معتقداتك تجاه كل حاجة فيها. وتفكر هل ممكن تكون معتقداتك دي مش صح أوي؟

عملتلك كراسة جرد المعتقدات، وهتلاقيني كاتب فيها مطلوب منك إيه.

حملها من هنا على جزئين:

~
~

▌  تمرين 2: مراقبة الأفكار التلقائية

قبل ممارسة التمرين ده، معتقداتي تجاه نفسي في كذا جانب كانت ضايعة. كنت تعبان فعلاً، بتأثر بمواقف كتير بسهولة، حساس جداً جداً.

لكن بعد كام شهر، نفس المواقف هي هي اللي كانت بتعذبني من جوة بقت بتعدي عليا أسهل تدريجياً بدون ما تهزني جامد، وبعد شوية مبقتش تأثر عليا أساساً، يمكن حتى أضحك عليها !!

طب ياعم شوقتنا، فين أم التمرين؟

بس بس بالراحة! 

التمرين بالشرح بتاعه هـنــا

ومتزعقش تاني.

من خلال الأيقونات الموجودة تحت في نهاية المقال (شبه اللي في الصورة)،
تقدر تعمل الآتي:
الأيقونة الخضراء:
تطبع المقال مباشرةً
الأيقونة الحمراء: تحمل المقال pdf مباشرةً
الأيقونة السوداء: تاخد لينك مصغر للمقال كوبي
الأيقونة الصفراء: تحفظ المقال في الBookmarks 

بإمكانك التعليق على المقال في خانة التعليقات في آخر الصفحة (استني ثواني والخانة هتظهر)

ملخص المقال

~
# إزاي المعتقدات بتتكوِن؟
  • معتقداتك اتكونت عبر ماضيك كله، تربيتك وبيئتك والإعلام وخبراتك وتجاربك.
  • الماضي مش هو سبب مشاكلك. الماضي هو سبب معتقداتك، ومعتقداتك دي هي سبب مشاكلك (ف المفروض نراجع معتقداتنا باستمرار)
    ~
    ~
# الأفكار التلقائية، إيه هي؟ إيه سماتها؟
  • المخ بينتج حوالي 70 ألف فكرة تلقائية (بتشتغل في خلفية دماغك) في اليوم.
    ~
  • الأفكار التلقائية ليها مواصفات:
    – كتيرة جداً
    – معظمها سلبية عند أغلب الناس
    – معظمها متكرر
    – من اسمها، تلقائية، يعني بتحصل في خلفية دماغك بدون تفكير متعمد
    – غير منطقية، ومش بنراجعها، ورغم كده بنقبلها
    ~
    ~
# تمارين تصحيح المعتقدات
  • عندنا تمرينين:   1* جرد المعتقدات      2* مراقبة الأفكار التلقائية

بالاستمرارية والتطبيق في التمارين دي، معتقداتك بتبدأ تتغير. هي عملية بسيطة لكن مش سهلة.